الخميس، 12 يناير 2017

الفصل الأول الإطار العام للبحث










الفصل الأول
الإطار العام للبحث
المبحث الأول: أساسيات البحث
المبحث الثاني: الدراسات السابقة









المبحث الأول
منهجية البحث
مقدمة :
تعتبر التنمية الريفية إحدى القضايا التي تناولتها الدراسات الاجتماعية خاصة المتعلقة بتنمية المجتمع من حيث المقومات الطبيعية من مياه وأراضي زراعية وثروة حيوانية ومعدنية ورغم وجود هذه المقومات الا أنه لاتوجد تنمية توازيها.
هناك تحديات تؤثر على تحقيق التنمية بالشكل المطلوب وهي تحدياتاجتماعية تتمثل في الأعراف والقيم والعادات السائدة، كذلك المؤثرات الثقافية والتي تشكل تأثيراً فعلياً على تكامل عمليات التنمية ، حيث يسود في المناطق الريفية العلاقات الأولية التي ترتبط بالقيم المتوارثة للمجتمع وهي تتميز بقوة الضبط الاجتماعي غير الرسمي المتمثلة في العادات والتقاليد والأعراف، فالريفيين يعيشون حياتهم الخاصة متأثرين بالقواعد السلوكية غير الرسمية فيتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم ويحافظون عليها بشدة، ويتناقلونها عبر الأجيال، كما تلعب الشائعات دوراً مهماً في الرقابة على السلوك وتصرفات الأفراد، قد تدفع أو تعوق مشروعات التنمية في المنطقة.
       تطور مفهوم التنمية عبر الزمن من الاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية إلى المفهوم المعدل للتنمية وهو تحسين نوعية حياة البشر ،وتوسيع الخيارات المتاحة أمام الناس لتمكينهم من الحصول علي الموارد اللازمة ، وأعدادهم لاستخدامها الاستخدام الاكفاء ، عن طريق تطوير قدراتهم الفنية والصحية وإكسابهم المعارف ، وتحسين ظروف البيئة المحيظة بهم .
       توجد تحديات تؤثر على تحقيق التنمية بالشكل المطلوب وهي تحديات اجتماعية تتمثل في الأعراف والقيم والعادات السائدة حيث يتميز المجتمع المحلي بشكل عام عن المجتمعات الحضرية بكل من الخصائص الآتية: المجتمع المحلي مجتمع مترابط راسيا وأفقيا على مستوى العلاقة بين الأسر المختلفة، والمجتمع صغير الحجم إذا ما قورن بالمجتمع الحضري ، وعدد السكان عموما أقل من الحضر والكثافة السكانية منخفضة جدا من حيث الكثافة السكانية في الحضر وأضعاف سكان الريف، وتعتبر الزراعة والرعي والصيد المصدر الأساسي لسكان الريف و يمتاز السكن بالبساطة حيث يتكون من الطين وجريد النخيل أو القش وبعض البيوت من الطوب المحروق، لا توجد فوارق اجتماعية إلا نادرا.
       المجتمع المحلي ذات الطابع الريفي متجانس بحيث لا توجد تباينات واضحة في العادات والتقاليد والمعتقدات أو اللغة وسبل الحياة المختلفة. كذلك المؤثرات الثقافية التي تشكل تأثيرا فعليا على تكامل عمليات التنمية حيث تسود العلاقات الأولية التي ترتبط بالقيم المتوارثة للمجتمع التي تتميز بقوة الضبط الاجتماعي غير الرسمي المتمثلة في العادات والتقاليد والأعراف.
       تقتضي عملية التنمية المحلية أن يكون للمشروعات أهدافا محددة تسعى إلى تحقيقها ، وأن تحدد الأولويات التي تشبع حاجات المجتمعات الريفية وذلك من خلال قيام مشاريع التنمية الريفية الهادفة لرفع مستوى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للسكان والاستفادة من كافة الإمكانيات المحلية والموارد الذاتية والإمكانيات التي يمكن الاستعانة بها من خارج المناطق المحلية. كما يجب مراعاة تحديد الأولويات للتنمية وفقا لتقدير احتياجات المجتمع.
       يكاد يكون هنالك إجماع على أن التنمية المحلية تواجه الكثير من العقبات التي من أبرزها عدم التخطيط للمشروعات، وذلك لعدم توفر البيانات الإحصائية وعدم التعرف على العادات والتقاليد لأهالي المنطقة مما يؤدي إلى صعوبة تحديد أولويات احتياجات المجتمع طبقا لأهميتها وإمكان استخدام الموارد بشكل أفضل ونقص الوعي التنموي لدى أفراد المجتمع، وكذلك إهمال الجهات الرسمية للمجتمعات الريفية وإن برامج ومشروعات التنمية بهذه المناطق لا تتفق في كثير من الأحيان مع الظروف الاجتماعية والثقافية والاقتصادية السائدة في هذه المجتمعات.
       وهنالك قلة في البحوث والدراسات العلمية التي تناقش تحديات التنمية بالمجتمعات المحلية ذات الطابع الريفي، جاء اختيار مجتمع دلقو كحالة للدراسة نسبة لما أصاب ذلك المجتمع من تدني في المستوى الخدمي والتنموي، وتتناول الباحثة في هذه الدراسة محاولة معرفة مدى تأثير العادات والتقاليد على الأفراد في الاستجابة للفرص المتاحة للتنمية المحلية.
مشكلة البحث:
تعتبر التنمية المحلية من أهم أولويات الدول عامة والدول النامية بصفة خاصة، والسودان كأحد الدول النامية يسعى إلى تحقيق التنمية المحلية في جميع الولايات. والولاية الشمالية كإحدى هذه الولايات قامت بالعديد من الخطط من أجل تنمية هذه الولاية. حيث تزخر الولاية الشمالية بالموارد، الطبيعية والمعدنية (التنقيب عن الذهب) وأن استغلال هذه الموارد يساعد في عملية التنمية في المنطقة، ومنطقة دلقو محل الدراسة حيث تمكن مشكلة البحث في السؤال الرئيسي التالي:
           1-      ما هي التحديات المؤثرة علي التنمية المحلية بالمنطقة؟
وهناك تساؤلات فرعية تتمثل في :
أ.ماهي التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر علي التنمية بالمنطقة ؟
ب.هل تشكل البيئة الطبيعية عائقاً تنموياً؟
ج.ما هي المشروعات التنموية التي قامت بها  الحكومة من أجل تنمية منطقة دلقو؟
أهداف البحث :
تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق العديد من الأهداف أهمها:
      1-       التعرف على تحديات التنمية بمنطقة دلقو.
      2-       الكشف عن التحديات الاجتماعية التي قد تمثل عائقاً للتنمية.
      3-       التعرف على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للسكان المحليين بدلقو .
      4-       التعرف على عمل ونشاط السكان المحليين بالمنطقة وهل تمثل للطبيعة أو البيئة عائقاً للتنمية ؟
      5-       التعرف على المشروعات التنموية التي قامت بها الحكومة من اجل تنمية دلقو.
أهمية البحث :
تأتي الأهمية العلمية للبحث في تقديم دراسة علمية حول موضوع "التحديات الاجتماعية وإنعكاساتها على التنمية بدراسة تطبيقية على ريفي محلية دلقو وذلك للوصول إلى نتائج وتوصيات يمكن أن تفيد المهتمين بهذا المجال من الدراسات.
أما الأهمية العملية للبحث فإنها تتمثل في البحث عن التحديات الاجتماعية التي تعوق التنمية المحلية من خلال البحث "الميداني" التي تقوم بها الباحثة بمنطقة الدراسة حيث تعتقد الباحثة ان هنالك تأثير للقيم والعادات على التنمية الريفية بالمنطقة.
تساؤلات البحث :
التساؤل الرئيسي :
      1-       ما هي التحديات الاجتماعية والثقافية التي تؤثر على التنمية بالمنطقة؟
التساؤلات الفرعية :
أ‌.       هل تشكل البيئة الطبيعية للمنطقة عائقاً تنموياً ؟
ب‌.  ما هي المقومات المتوفرة للتنمية المحلية بالمنطقة ؟
ج‌.   ما هي المشاريع التي قامت بها الحكومة من أجل تنمية المنطقة ؟
منهج البحث :
 استخدمت الباحثة أكثر من منهج وهو على النحو التالي :
المنهج الوصفي : يقوم المنهج الوصفي بعملية وصف الظاهرة بالتحليل الوظيفي للتحديات الاجتماعية وعكس الجوانب المختلفة لها .
منهج دراسة الحالة : من الأدوات الهامة في مثل هذه البحوث من خلالها تتبعنا وتقصينا نمو وتطور التحديات الاجتماعية بمنطقة دلقو، فلذلك استخدمت الباحثة هذا المنهج لكي يجري تحري مكثف وفحص مجتمع البحث من خلال إستمارة الاستبيان وجمع اكبر قدر من البيانات للتعرف على المعوق الاجتماعي وذلك بتتبع أسلوب حياة المجتمع البحث، لذا يعتبر منهج دراسة الحالة من المناهج العامة للحصول على معلومات وبيانات شاملة للتحليل الكيفي والكمي للظواهر .
المنهج التاريخي : استخدمت الباحثة هذا المنهج لتتبع التطور التاريخي لمجتمع عينة البحث وتحليل الحقائق المتعلقة بالتحديات الاجتماعية منذ القدم والقوة الاجتماعية التي تشكلت في الحاضر وذلك نسبة لعدم فهم الظاهرة دون الرجوع إلى ماضيها، وعليه إعتمدت الباحثة على المصادر الأولية والثانوية .
أدوات جمع البيانات :
المصادر الأولية : وتشمل على الأتي :
      1-       الإستبيان : هو عينة من سكان منطقة دلقو .
      2-       المقابلة : مع شيوخ وشباب وعمد ومدراء وإدارات محلية دلقو .
      3-       الملاحظة : من واقع معايشة الباحثة لمجتمع الدراسة .
المصادر الثانوية : وتشمل الأتي :
      1-        الكتب والمراجع والمصادر والدراسات السابقة .
      2-       الرسائل العلمية ذات الصلة بالموضوع .
      3-       المواقع الالكترونية .
حــدود البحث :
      1-       الحدود المكانية : الولاية الشمالية – محلية دلقو .
      2-       الحدود الزمانية : 2015م
      3-       الحدود البشرية : مجتمع منطقة دلقو
مجتمع البحث :
يشمل مجتمع البحث السكان المحليين بمحلية دلقو
عينة البحث : إختارت الباحثة العينة العينة العشوائية البسيطة، وذلك لأنها أساس العينات الغير احتمالية لأنها تتيح فرص متكافئة لكل وحدات المجتمع ومفرداته للإختيار.
هيكل البحث  :
الفصل الأول : أساسيات البحث والدراسات السابقة، ونقاط الاتفاق والاختلاف.
الفصل الثاني : أدبيات الدراسة النظرية،  المفاهيم العامة والنظريات الاجتماعية  .
الفصل الثالث : التنمية الاجتماعية ، والتنمية الاقتصادية والتنمية الشاملة .
الفصل الرابع : تحديات التنمية، تحديات التنمية في الدول النامية وفي السودان وفي المجتمع المحلي.
الفصل الخامس: الدراسة الميدانية ، نبذة تعريفية عن منطقة الدراسة وتحليل البيانات.
 النتائج والتوصيات والمراجع والمصادر.























المبحث الثاني
الدراسات السابقة
       تناولت الباحثة الدراسات السابقة من أجل معرفة ما كتب عن هذه الموضوع أو الدراسات ذات الصلة لهذا الموضوع، كما أن هذه الدراسات يعتمد الباحث في الاستفادة منها في تحليل العمل الميداني.
الدراسة العربية:
دراسة رهد معذب ([1]):
 اجريت هذه الدراسة في عام 2000 وقد هدفت الدراسة إلي الكشف عن مظاهر التغير الاجتماعي في قيم المجتمع الريفي بقري مشروع وادي الحياة الاستطاني الزراعي بالجماهيرية العربية الليبية . اهتمت الدراسة بأثر التكنولوجيا المستخدمة في مجال الزراعة علي القيم الاجتماعية في مشروع اوباري والفجيع . وكانت الغاية من تلك الدراسة معرفة اثر استخدام او اقتناء التكنولوجيا  المستخدمة في الزراعة علي القيم الاجتماعية؛ قامت الدراسة علي فرضية أساسية هي : ان هنالك علاقة بين استخدام واقتناء التكنولوجيا وتغير القيم وقد استخدم الباحث فروض فرعية للتحقق من صدق القرض العام وقد توصلت الدراسة الي عدة نتائج منها:
اولا : النتائج علي الفرض العام :
     -   اثبتت الدراسة وجود علاقة  طردية بين المتغيرين ولكنها ضعيفة في بعض المتغيرين المتغير الاول إستخدام إقتناء التكنولوجيا والمتغير الثاني خليط القيم الاجتماعية  اثبتت الدراسة عدم وجود اي علاقة بمعني ان كل متغير مستغل عن الآخر.
ثانيا : النتائج علي مستوي الفروض الفرعية :
اما النتائج علي مستوي الفروض الفرعية المتمثلة في العمر حجم الأسرة والمستوى التعليمي، ومستوى الدخل  الشهري، المهنة السابقة فهي :
     -   ثبت إن هنالك علاقة طردية موجبة بين العمر ومستوي اقتناء واستخدام التكنولوجيا في مجال الزراعة لكنها علاقة ذات دلالة إحصائية بين حجم الأسرة  واستخدام التكنولوجيا للزراعة.
               -          أيضاً وجود علاقة طردية ضعيفة بين المهنة السابقة ومستوى إقتناء واستخدام التكنولوجيا .
يتوقع الباحث أن يكون هنالك تشابه في أوجه عدة مع هذه الدراسة، إستفاد الباحث من هذه الدراسة السابقة في إثبات أن عملية التكنولوجيا يحدث تغير الاجتماعي الذي يساعد في عملية التنمية الريفية المنشودة وذلك باٌستفادة من المقومات والموارد الموجودة في منطقة الدراسة كالأراضي الخصبة، وموارد المياه الصالحة والأيدي العاملة بالاضافه لاقتناء التكنولوجيا .
ترى الباحثة ان هذه الدراسة وهي أن استخدام التكنولوجيا يحدث التغير الاجتماعي، الذي بدوره يساعد في عملية التنمية الريفية المنشودة وذلك بالاستفادة من المقومات والمواد الموجودة في منطقة الدراسة كالأراضي الخصبة وموارد المياه الصالحة والايدي العاملة مما يؤدي إلى التغير الاجتماعي الذي يساعد في عملية التنمية المحلية المنشودة.
الدراسات المحلية:
1/ دراسة أماني محمد حسين،([2]):
  اجريت هذه الدراسة في عام 2004م، وقد تمثلت مشكلة البحث في أن الهجرة الداخلية وسوء السياسة التخطيط الإدارية للتنمية يؤدي إلى إفراز العديد من الفوارق بين الريف والحضر، وإلى خلق أثار سلبية على عملية التنمية في غياب التخطيط السليم، أما الأهداف وهــي معرفة أسباب الهجرة الداخلية في السودان ودوافعــه، ومعرفة الآثار الناجمة من الهجرة الداخلية وخاصة الاقتصادية على الولاية الشمالية محل الدراسة، وإيجاد الحلول والمقترحات، وقد اعتمد هذا البحث على المناهج : المنهج الوصفي، والمنهج التاريخي، ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة أن تزايد هجرة الأيدي المنتجة من الولاية الشمالية إلى الخرطوم يقلل من الإنتاجية الزراعية وتفقد الأرض خصوبتها نتيجة لإهمالها وبالتالي تعرضها للتعرية والتصحر في الولاية الشمالية، وعموما فإن الهجرة إلى المناطق الحضر "ولاية الخرطوم" تؤدي إلى تردي مريع في الخدمات والاحتياجات العامة للسكان في العاصمة وظهور السكن العشوائي في إطراف العاصمة الذي ينعدم فيه الكثير من الخدمات الضرورية وتتردى فيه صحة البيئة إلى أقصى حد.
ومن نتائج دراسة أماني: إن الهجرة كانت بسبب الفقر وضيق العيش وانعدام تكافؤ الفرص بالاضافة لإعتقادهم بأن ما ينتج في مناطقهم ينتهي في العاصمة وإن فائض الاستثمار لأيعاد إلى مناطقهم، لذا أصبحت معدلات هجراتهم إلى العاصمة تزداد حيث يوجه إنتاجهم وبالتالي قل الإنتاج وذادت معدلات الهجرة وأصبح رأس المال أساس التنمية المهاجرة.
تناولت الدراسة " اثر الهجرة الداخلية على التنمية الاقتصادية في السودان "الولاية الشمالية نموذجاً" لعلها  تتفق مع هذه الدراسة من حيث أن الهجرة تمثل عائقاً تنموياً، ذلك مع الاختلاف أسباب التحديات الاجتماعية المحلية لكل منطقة.
2/ دراسة صبري حسن هارون ([3]):
 أجريت هذه الدراسة في 2004م، وتمحورت مشكلة البحث حول الكشف عن تحدياتالتنمية في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية، بالرغم من توفر مقومات التنمية خصوصاً في الجوانب الزراعية والكشف عن مدى فعالية الجهود المجتمعية بالتركيز على قريتي قدس والبرياب وقد كانت أهداف هذه الدراسة هي : التعرف على مقومات التنمية بمجتمع الدراسة والوقوف على إشكالات المجتمع الأساسية التي تقعد المنطقة عن النهوض والتطور وتحول دون الاستفادة من الموارد والمعطيات المتوفر فيها، والتعرف على دور القيادات الشعبية في التنمية بالمنطقة ووضع توصيات لمعالجة  مشكلة الدراسة وتطبيق برامج ومنهجية تنمية المجتمع بمنطقة الدراسة .
منهجية الباحث : إستخدم المنهج الوصفي والمنهج المقارن والتاريخي بالاضافة إلى الاستبيان والمقابلة والملاحظة، وقد توصل للنتائج هي:
           -          إرتفاع نسبة الأمية في قرية قدس مقارنة بقرية البرياب، وذلك لتوفر مقومات التعليم .
           -          كل المجتمعين في حاجة لنشر الوعي والارشاد الزراعي بين الفلاحين .
           -          المشاكل التي تواجه التنمية تتمثل في ضعف التمويل وعدم الاهتمام الحكومي .
تتفق مع هذه الدراسة في التركيز على تحديات الأساسية للتنمية المحلية مع الاختلاف في إغفال دور القيم والأعراف والعادات والتقاليد وما تمثله من ايجابيات أم سلبيات على التنمية المحلية .




3/ دراسة نسمة عبد الرحمن مساعد ([4]):
أجريت هذه الدراسة في 2012م، تكمن مشكلة الدراسة في البحث عن مشكلات التنمية بمدينة السوكي، وتأثير مشروع السوكي الزراعي على التنمية بالمجتمع المحلي، وتأثير السكك الحديدية على نشاط السكاني الاجتماعي والاقتصادي، وواقع الخدمات الأساسية بالمنطقة.
وقد تمثلت أهداف البحث في :
           -          التعرف على واقع التنمية بمدينة السوكي.
           -          دراسة تأثير حركة السكك على التنمية المحلية
           -          التعرف على مشكلات التنمية بمدينة السوكي.
  وكان المنهج المستخدم في الدراسة هو المنهج الوصفي التحليلي والمنهج التاريخي، أما أدوات الدراسة هي المقابلة – الملاحظة – الاستبيان، بالإضافة إلى المراجع  والكتب والدراسات السابقة .
ومن أهم النتائج الدراسة هي :
   -   توقف مساهمات مشروع السوكي الزراعي عن دعم برامج التنمية بالمنطقة والتي كانت مع بداية الإنتاج الزراعي في بداية السبعينات .
           -          توقف سكة حديد شل حركة جميع الأنشطة الاقتصادية المصاحبة لها .
   -   إنعدام الطرق المسفلتة التي تربط مدينة السوكي بغيرها من المدن الأخرى من أكبر المشاكل التنموية التي تواجه المدينة .
   -   معظم مواطني السوكي يواجهون مشكلات معيشية متعددة وغالبيتهم يمارسون الزراعة التقليدية، كنشاط إقتصادي أولي والنشاط الثقافي غير فعال .
تناولت مشكلات التنمية الاجتماعية والاقتصادية السودان "مدينة السوكي نموذجاً" هذه الدراسة تتفق مع الدراسة الحالية في بعض الجوانب مثل المشكلات التي تعوق التنمية المحلية منها عدم توفر مواصلات سواء سكك الحديد أو الاسفلت :طريق بري، إذن : لابد يؤدي لشل مشروع التنمية بالمنطقة .



4/ دراسة محمد صلاح الدين عبيد ([5]):
  أجريت هذه الدراسة في عام 2007م، وتمثلت مشكلة البحث في التعرف على السلبيات التي تعوق دور اللجان الشعبية في عملية التنمية، ومدى مساهمتها في تقديم الخدمات الاجتماعية والتعرف على السلبيات التي تعوق مسيرتها، أما الأهداف فكانت التعرف على مساهمة المحليات واللجان الشعبية في عملية التنمية .
المنهج المستخدم في هذه الدراسة هو المنهج التاريخي والادوات هي : الاستبيان كأداة لجمع البيانات والمقابلة والملاحظة بالمشاركة .
وقــد توصلت الدراسة الى عدة نتائج أهمها :
     -   أن تمركز السلطة في المحليات اعاق عمل اللجان الشعبية مما ترتب عليه ضعف مشاركة اللجان الشعبية في تنمية تلك المناطق .
     -   أن تسلط المحلية في النواحي العملية جعل اللجان الشعبية في حيز ضيق وقد أفرز هذا الوضع عدم ثقة المواطنين في تلك اللجان .
     -   كما توصلت الدراسة أيضاً بأن هناك شعور بالغبن تجاه المحليات والعاملين فيها مما جعل المواطنين يرفضون دفع رسوم النفايات والعوائد، والتهرب من دفع الرسوم التي تفرضها المحلات التجارية
قد لا تتفق مع هذه الدراسة في أن التمركز السلطة في المحليات يعيق عمل اللجان الشعبية وبالتالي إلى فشل التنمية المحلية، لأن لكلا دورة وعملة، اللجان الشعبية تعتمد على المشاركة الشعبية والنفير والمعاملات الانمائية مما بأهلها لإحداث دوراً إيجابياً في عمليات التنمية، عكس السلطة المحلية التي تعتمد على المعاملات الرسمية من فرض رسوم وعوائد أو نفايات .
6/ دراسة أميمة النذير القرني ([6]):
 اجريت هذه الدراسة في 2005م للكشف عن المعوقات التي تحد من إبداعات المراة الريفية حول التنمية، كما تهدف الدراسة إلى التعرف على أوضاع المرأة الريفية بغرب كردفان  والمشكلات والتحدياتالتي تحد من إبداعها، والتعرف على الوسائل والأساليب التي تستخدمها المرأة الريفية والعمل على تطويرها والخروج بخطط وبرامج حديثة تساعد على زيادة إبداع المرأة الريفية بغرب كردفان، والسعي إلى تصحيح بعض المفاهيم عن أوضاع المرأة في الريف وتتميزها نظرة الدونية للمرأة من قبل المجتمع حتى تتمتع حقوقها الاجتماعية والحياتية، المنهج المستخدم للدراسة هو المنهج الوصفي التحليلي والأدوات هي الاستبيان والملاحظة ومن أهم نتائج الدراسة هي :
               -          عدم تطوير المرأة من خلال عملها الزراعي والتجاري والعمل اليدوي، ويرجع ذلك إلى محورية مهارة عملها.
               -          مشاركة المرأة في جميع أعمال التغير نسبة للعلاقات الاجتماعية في الريف تقوم على المشاركة والتعاون.
تتفق مع الدراسة الحالية في أن دور المرأة الريفية في التنمية محدد ومهمش، يسلم بأن الأعمال التي تقوم بها المرأة هو دورها الطبيعي تجاه أسرتها وهذا الاغفال لدور المرأة يمثل عائقاً تنموياً.
7/ دراسة أنور حسن حسين ([7]):
  أجريت هذه الدراسة في عام 2006م وقد تمثلت مشكلة الدراسة في ضعف الشباب في المشاركة في هذه المنظمات التي من شأنها المساهمة في إنجاح برامج الشعبية المحلية، وأما أهداف هذه الدراسة هي: التعرف على دور المنظمات الشبابية في إنجاح برامج التنمية، والتعرف على مدى التعاون والتنسيق والتكامل بين المنظمات الشبابية إقليمياً ودولياً، محاولات تقييم قدرة الشباب على المشاركة في العمل الجماعي من خلال العمل مع المنظمات الشبابية، والتعرف على طبيعة ومستوى الدور الذي تقوم به المنظمات الشبابية في التنمية .
وقد إستخدم الباحث المنهج التحليلي الوصفي، أدوات الدراسة هي الاستبانة والمقابلة والملاحظة، أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة هي :
               -          عدم فاعلية البرامج لدى المنظمات الشبابية.
     -   الاختلاف في الاتجاهات السياسية داخل هذه المنظمات، والخلط بين العمل السياسي والتنموي يعوق العمل التنموي .
               -          عدم كفاية تدريب وتأهيل الأعضــاء.
تتفق مع الدراسة الحالية معها في ضعف مشاركة الشباب في هذه المنظمات التي من شأنها المساهمة في إنجاح برامج التنمية المحلية، والتعرف على دور المنظمات الشبابية في إنجاح برامج التنمية، مع الاختلاف معها في ان الدراسة الحالية تهدف إلى الكشف عن التحديات الاجتماعية والاقتصادية للتنمية بمنطقة دلقو.
8/ دراسة إلياس سعيد سعد ([8]):
    تناولـت الدراسة موضوع العلاقة المتبادلة بين القيم الثقافية والتنمية الاقتصادية المفهوم بالقيمة الاجتماعية أو الثقافية، قيمة الأرض والادخار والاستثمار، وقيمة تقديس العمل الزراعي، وغيرها من القيم التي يتمسك بها المجتمع السوداني، وضح الباحث موضوع البحث في شكل تساؤل أساسي: (هل هنالك علاقة متبادلة بين القيم الثقافية وعملية التنمية الاقتصادية؟
يهدف البحث إلى تقدير التأثيرات المتبادلة بين القيم والظروف الاجتماعية وعملية التنمية الاقتصادية، وكذلك  التعرف على التغيير الايجابي والسلبي في القيم الاجتماعية بقرية العبيدية تمت تأثير دخول المشروع الاقتصادي، والتعرف على الدور الايجابي للقيم الثقافية في عملية التنمية الاقتصادية، وذلك بإعتبار أنها المحفز على العمل والانجاز، والتعرف على التأثير السلبي الذي قد تلعبه بعض القيم الثقافية كمعوق لحركة التنمية الاقتصادية.
وضح الباحث فروض منها أن دخول اي مشروع اقتصادي على مجتمع من المجتمعات يؤدي إلى تغيرات في نسق القيم الثقافية السائدة، وأن القيم الثقافية السائدة مثل تعدد الزوجات، والحد من تعليم البنات، وقيم المكانة الاجتماعية الموروثة تؤدي إلى إعاقة التنمية الاقتصادية.
وتوصل الباحث بعد خلص من دراسته إلى تغير النظرة إلى الزراعة واصبح السكان يمتهنون مهناً اخرى ذات عائد أكبر كالبقالات والنجارة والمخابز والعمل بالجمارك، وقد توصل إلى انه بالرغم من تخلي السكان عن مهنة الزراعة إلا انه لا يزال السكان يعملون بها، ولكنها تحولت مهنة مثلها مثل المهن الأخرى، كما حدثت تغير في عمل المرأة واصبحت تعمل خارج البيت أو الحقل، كما انتشر التعليم وزاد الوعي بين سكان بسبب الانفتاح وساعد هذا إلى السماح للبنات بالخروج إلى التعليم، واصبح سكان القرية يتحولون تدريجياً إلى النشاط التجاري بدلاً من النشاط الزراعي.
اتفق مع هذه الدراسة في أنه توجد علاقة متبادلة بين القيم الثقافية والتنمية الاقتصادية إذا أنه من الممكن أن تؤثر القيم السائدة في المجتمع، وأنه أيضاً يمكن أن يؤدي إدخال مشروع اقتصادي إلى تغيرات في نسق الثقافية السائدة في المجتمع.



([1])  رهد معذب،"مظاهر التغير الاجتماعي في قيم المجتمع الريفي"،بقرى مشروع وادي الحياة الاستيطاني بليبا، ، بحث تكميلي غير منشور لنيل درجة الماجستير في تنمية المجتمع، جامعة الفاتح 2000م
([2])  أماني محمد حســين ، " أثر الهجــرة الداخلية على التنمية الاقتصادية في السودان "، دراسـة حالة الهجرة من الولاية الشمالية إلى العاصمة، بحث تكميلي غير منشور لنيل درجة الماجستير في التنمية الاقتصادية، ديسمبر 2004، جامعة النيلين .
([3])  صبري حسن هارون عبدالله، " مقومات ومعوقات التنمية في المجتمعات الريفية  "دراسة مقارنة بين قريتي فرس والبرياب" بمحلية جنوب الجزيرة"، بحث غير منشور لنيل درجة الماجستير في تنمية المجتمع 2006م، جامعة النيلين .
([4])  نسمة عبد الرحمن مساعد المكي، "مشكلات التنمية الاجتماعية والاقتصادية في السودان"، مدينة السوكي نموذجاً، بحث تكميلي غير منشور لنيل درجة الماجستيرغير منشورة في تنمية المجتمع  2012م، جامعة النيلين .
([5])  محمد صلاح الدين عبيد محمد ، "دور المحليات واللجان الشعبية في تنمية المجتمعات الريفية "، دراسة حالة ريفي محلية الخرطوم بحري ولاية الخرطوم، بحث تكميلي غير منشور لنيل درجة الماجستير في تنمية المجتمع، جامعة النيلين 2007م.
([6])  أميمة النذير القرني ، "المعوقات التي تواجه دور المرأة الريفية في تنمية المجتمعات المحلية بولاية  غرب كردفان "مدينة المجلد"، بحث تكميلي غير منشور لنيل درجة الماجستير في تنمية المجتمع، جامعة النيلين 2005م .
([7])  أنور حسن حسين، "معوقات مشاركة المنظمات الشبابية في برامج التنمية المحلية "، دراسة حالة الاتحاد الوطني للشباب السوداني، محلية شرق النيل، ولاية الخرطوم، بحث تكميلي غير منشور ، لنيل درجة الماجستير، جامعة النيلين2006م
([8])  الياس سعيد سعد، التأثير المتبادل بين التنمية الاقتصادية والقيم الاجتماعية، دراسة حالة قريتي العبيدية والجول، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة النيلين 2004م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق